الإستشهادى الفارس : حسن البنا

زائر

وترجل الفارس عن صهوة جواده، تاركاً ما في هذه الدنيا الفانية

طامعاً بالذي عند الله مقسماً أن يلاحق العدو بحراً وبراً ، فأبر الفارس بالقسم وما ترك اجتياحا إلا وشارك في صده ووقف بجانب إخوانه المجاهدين، لبس فارسنا حسن عباءة الجهاد الإسلامي في فلسطين وانطلق إلى حيث القدر ليرتدي قميص السرايا ويضرب بيد من إيمان ووعي وثورة، فارس في زمن عز فيه الفرسان ورجل في زمن قل فيه الرجال .

الشهيد المجاهد حسن البنا فارس سرايا القدس منفذ عملية موقع غيفن الصهيوني والتي أدت إلى مقتل ضابط صهيوني وإصابة خمسة آخرين في هجوم لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وكتائب شهداء الأقصى المحسوبة على حركة فتح .

ميلاد ونشأة الفارس

في العاشر من شباط (فبراير) للعام 1985، ولد العاشق لتراب فلسطين المحب للإسلام المجاهد حسن موسى رمضان البنا لأسرة فلسطينية بسيطة عاشت ظلمة المحتل وقهر السجون، هجرها العدو الصهيوني من بلدتهم الأصلية "بئر السبع" في العام 1948 واستقر بهم الحال ليسكنوا في حي التفاح بمدينة غزة.

كما الحال بأبناء فلسطين المظلومة لم يشأ الله لشهيدنا أن يكمل تعليمه فبعد أن درس الابتدائية في المدرسة الهاشمية للاجئين، ودرس الإعدادية في مدرسة الشجاعية للاجئين انتقل للعمل في الألمنيوم واستقر الحال به في مصنع لحياكة الملابس "خياطة".

صفاته والتزامه

منذ نعومة أظفاره التزم فارس السرايا وشهيد الجهاد في مسجد الرحمن القريب من سكناه فكان نعم الملتزم بتعاليم الله والمطبق لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث اجتهد حسن كثيراً ليحافظ على حضور الصف الأول في صلاة الفجر فما ترك حيث كان يسعى لأن يكون في الصفوف الأولى في صلاة الفجر.

اتصف شهيدنا الفارس بالذكاء وكان لا يخرج الكلمة قبل أن يوزنها بميزان العقل أتصح أم لا أهذا مكانها أم في مكان آخر تكون أفضل؟

تربى الفارس كما أبناء الجهاد الإسلامي على حب الجميع وعلى محبة المجاهدين جميعاً فلم يكن يفرق بين فصيل وآخر كما الحال بأبناء الجهاد الإسلامي العظماء على امتداد التاريخ.

ويقول والده أن حسن كان ملتزماً بدروس القرآن ومحافظاً على دروس الفقه والأحكام الشرعية التي تنظمها الحركة في المساجد فلم يكن ليتأخر عن درس وجلسة علم ولا عن مكان يتلى فيه كتاب الله.

وكان كثير تقبيل جبين ويد والدته المحتسبة ويقول لها "إدعي لي يا حجة أن ألحق بركب الاستشهاديين وأكون شهيداً وأرفع راسكم بالعالي" فتبكي الأم وتقول "الله يحميك ويرضى عنك".

الأم الصابرة تهب نفسها وأبناءها في سبيل الله متعهدة بالسير على خطى الشقاقي رضوان الله تعالى عليه محبةً للفكر الذي أخرجت حركة الجهاد الإسلامي من بين القرآن والسنة، وتقول الوالدة الصابرة إن حركة يستشهد أمينها العام لن تنكسر وإن حركة تقدم أبناءها في سبيل الله لن تهزم بإذن الله وستبقى تدافع عن شرف وكرامة هذه الأمة.

في ركب المجاهدين

منذ نعومه أظفاره انتمى الشهيد المقدام لحركة الجهاد الإسلامي، حركة الأمة وحركة الشعب والانتماء الحقيقي للإسلام ومع بداية الانتفاضة المباركة كان لفارسنا المقدام شرف اللحاق بركب المجاهدين في سرايا القدس. وفي حينها التحق بدورة عسكرية كان الشهيد القائد عزيز الشامي مدربها ومسؤولها، وبعد أن أتم الدورة العسكرية عمل في مجموعات الرصد العسكرية التابعة للسرايا، وبرع بنصب العبوات الناسفة وشارك في صد عدة اجتياحات منها جباليا والزيتون والشجاعية وبيت حانون.

تفاصيل العملية

الساعة السادسة من مساء الأربعاء 15-12-2004 تمكن المجاهد حسن البنا (من سرايا القدس) والمجاهد اشرف بعلوشة (من كتائب شهداء الأقصى مجموعات الشهيد ايمن جودة) من تفجير 3 عبوات ناسفة لحظة مرور قافلة عسكرية صهيونية تضم سيارات للمستوطنين برفقة الحراسة الخاصة بهم على مفرق موقع غيفن القريب من مغتصبة نفيه ديكاليم جنوب قطاع غزة.

واشتبك المجاهدان معهم بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية وتمكنا من الوصول إلى جوار الموقع مباشرة واشتبكا بأسلحتهما الرشاشة مع حاميته التي فوجئت بوجودهما عن قرب.

واستمر الاشتباك أكثر من نصف ساعة بشكل متواصل, ما أدى في البداية إلى إصابة ثلاثة جنود صهاينة، فيما استشهد المجاهد اشرف بعلوشة وأصيب المجاهد حسن موسى البنا بعد إصابته بشظايا قذيفة دبابة فقد على إثرها سلاحه الرشاش.

وبعد ذلك واصل الفارس حسن الزحف إلى أن تمكن من الوصول إلى سلاحه الرشاش وبدأ في إطلاق النار من جديد وكتب الله تعالى له الشهادة وارتقى إلى حيث أحب حاملاً هم الإسلام الكبير الإسلام الذي لا يفرق بين مسلم وآخر إلا بالتقوى، رحمك الله يا حسن وأسكنك فسح جناته.

كلمات في حق الفارس

«ترعرع حسن على الأخلاق الكريمة وحب الإسلام. فقد كبر حسن وكبر معه جهاده, فكان يحب أن يضحي في سبيل دينه ووطنه لا تجد حسن مثل الآخرين فكان حسن مشغولا بقضية الشعب وكيفية استعاده هذا الوطن المسلوب . فكان الصورة الصادقة لقيم وأخلاق الإسلام وتمثل بشخصية الإسلام الذي يحب وطنه فقد استحق في النهاية أن يختاره الله شهيدا وان الله يصطفيه مع الشهداء , ونحسبه عند الله ان يكون شهيدا».

.. الشيخ المجاهد نافذ عزام

«رحم الله حسن لقد كان نعم الفارس الذي قدم الواجب رغم قلة الإمكان، تربى حسن في الجهاد الإسلامي وسراياها المجاهدة على محبة الناس فأحبه كل من عرفه وعرفه كل من أحبه بالإخلاص والمثابرة فلم يكن يهدأ له بال إلا مرابطاً أو استشهادياً في سبيل الله».

.. أبو بلال من سرايا القدس

«رحل حسن كما أحب لجوار الله ، كان دوماً يقول في الاعتكاف إن الشهادة لا تأتي لأحد بل أن المجاهد عليه أن يذهب لها بقلب مؤمن لا يعرف للانكسار طريقاً ولا يعرف الهزيمة والركوع بل إن المجاهد عليه أن يرفع رأسه بإسلامه وبإيمانه وانتمائه».

أختكم بالله

الجرح النازف